وتضمّن اليوم الثاني للبرنامج زيارة ميدانية إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث تعرّف الطلاب على آليات العمل الاحترافي داخل كبرى المؤسسات الإعلامية، وبدأت الجولة بزيارة مركز التدريب والتطوير، الذي يُعد أحد أبرز الأذرع التخصصية في تطوير الكوادر الإعلامية، حيث اطلع المشاركون على منظومة الدورات التدريبية التي يقدّمها المركز، والخدمات التقنية المتنوعة التي تدعم صناعة المحتوى المرئي والمسموع، بما يواكب أحدث المعايير المهنية والتقنية.

كما شملت الزيارة جولة داخل غرفة التحكم الرئيسية بمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث تَعرّف الطلاب على منظومة فحص الجودة للصوت والصورة التي تُطبق على القنوات الفضائية، واطّلعوا عن قرب على آليات إدارة البث ومتابعة المعايير الفنية، ما أتاح لهم فهماً عميقاً لدور التكنولوجيا في ضمان الاتساق وجودة المنتج الإعلامي.

وكانت المحطة الأبرز خلال الزيارة في مركز الصوت والدولبي، الذي يُعد من أهم المراكز الفنية المتخصصة في مجال الصوتيات والمكساج في مصر والعالم العربي، حيث تعرّف الطلاب على التجهيزات المتقدمة في المركز، التي تشمل أحدث تقنيات الدولبي ديجيتال والمعالجة متعددة القنوات، إضافة إلى غرف الصوت المعزولة وفريق مهندسي الصوت المحترف، مما أتاح لهم فرصة استثنائية لاستيعاب مراحل الإنتاج الصوتي بدءًا من التسجيل ووصولًا إلى التصحيح والمكساج ومراقبة الجودة.

واستكملت الجولة بزيارة الاستوديوهات الخارجية بمدينة الإنتاج الإعلامي، حيث استعرض الطلاب المواقع المفتوحة المخصصة للتصوير وتعرّفوا على كيفية تجهيز هذه المواقع لتناسب بيئات تصوير متنوعة .

وفي سياق متصل، شهد اليوم الثاني من البرنامج تنظيم ورشة عمل تفاعلية بعنوان "صناعة المحتوى باستخدام الهاتف المحمول"، قدّمها الأستاذ عمر عبد الناصر غريب، مسؤول استوديو الموبايل بقناة القاهرة الإخبارية، ومحاضر الإعلام الرقمي بعدد من الجامعات المصرية. وقد تناولت الورشة محاور عملية وعلمية حول إنتاج المحتوى الإعلامي باستخدام الهواتف المحمولة، بداية من مراحل الإعداد والكتابة وتصميم السكربت، مرورًا بالتصوير والإضاءة والتسجيل، ووصولًا إلى أدوات المونتاج والنشر.

وقد تفاعل الطلاب مع الورشة بشكل كبير، ودار حوار حيّ حول ما إذا كانت الهواتف المحمولة قادرة فعليًا على إنتاج محتوى بجودة احترافية تنافس الوسائط الاحترافية حيث أوضح المحاضر أن تطور تقنيات الكاميرات المحمولة والمعدات الداعمة جعل من الممكن إنتاج تقارير، وإعلانات، وأفلام قصيرة، و"لايف ستريم"، وحتى محتوى "فيتشر"، بمستويات جودة تُعتمد فعليًا على المنصات الكبرى.

كما تناولت الورشة الجوانب الفنية لصناعة المحتوى، والأدوات اللازمة مع الموبايل لصناعة محتوى ومن أبرزها أهمية التريبود المناسب للتصوير، وحامل الهاتف، والميكروفون المناسب لضمان جودة الصوت. وتم تقديم شرح عملي لعناصر الإضاءة، وأنواعها، وكيفية توظيفها للحصول على صورة احترافية، بالإضافة إلى نصائح تقنية تسهم في رفع جودة التصوير والإخراج عبر الهاتف المحمول.

من جانبه، أكد الدكتور كريم همام أن البرنامج يأتي استجابة لتوجيهات وزير التعليم العالي، التي تستهدف تأهيل جيل جديد من الشباب يمتلك أدوات التأثير والإبداع، وقادر على قيادة الخطاب الإعلامي المعاصر بوعي ومهنية. وأضاف أن معهد إعداد القادة يسعى إلى تنمية قدرات الشباب في مجالات الإعلام الرقمى وصناعة المحتوى، بما يتواكب مع متطلبات العصر الرقمي وسوق العمل الحديث.

ويُعد برنامج "صُنّاع التأثير" نموذجًا تدريبيًا متكاملًا يجمع بين التدريب العملي والزيارات الميدانية وورش العمل التفاعلية، ويمنح المشاركين فرصة لاكتساب مهارات استثنائية تعزز من حضورهم الإعلامي، وتُرسّخ لديهم ثقافة التأثير الإيجابي عبر وسائل الإعلام المختلفة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل