عاجل

المستقبل يبدأ.. التعلم الشخصي.. والذكاء الاصطناعي - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة
يعيش العالم ثورة تعليمية غير مسبوقة، وتحولات متسارعة تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي. الطالب لن يكون مجرد متلقٍ للمعلومة، بل سيصبح محور العملية التعليمية في ظل ما يعرف بـ«التعلم الشخصي» الذي يحمل في طياته وعداً بثورة معرفية سوف تعيد تشكيل المفاهيم التقليدية للتعليم.

يعتمد التعلم الشخصي على أنظمة ذكية قادرة على فهم قدرات الطالب، واحتياجاته، أسلوب تفكيره، والطريقة المثلى للتعلم، وبالتالي يتم تصميم محتوى تعليمي خاص لكل طالب بدلاً من تقديم منهج موحد لجميع المتعلمين.

توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي التعليمية معلماً افتراضياً خاصاً لكل طالب يستطيع فهم نمط التعلم المناسب، يتابع بدقة، يقيّم أداءه، ويعالج نقاط ضعفه ويركز على نقاط قوته. هذا التوجه لم يكن قابلاً للتطبيق على نطاق واسع في الماضي بسبب محدودية الإمكانيات التقنية والبشرية، ولكنه بات ممكناً من خلال استخدام تقنيات «الذكاء الاصطناعي» التي تعزز التعليم الشخصي.

ظهرت منصات عالمية تقود هذا التغيير، منها منصة خان أكاديمي التعليمية، وهي منصة تعليمية غير ربحية تقدم محتوى مجانياً لمختلف المواد الدراسية. طورت المنصة أداة «خان ميجو» (Khanmigo)، وهي عبارة عن مساعد تعليمي ذكي يساعد الطلاب على حل المسائل وشرح المفاهيم بطريقة تفاعلية ويقدم دعما للمعلمين في إدارة الصفوف الدراسية. أما تطبيق (Duolingo) الشهير لتعليم اللغات، فاستفاد من الذكاء الاصطناعي بتخصيص دروس لكل مستخدم حسب مستواه اللغوي ومدى تقدمه، بحيث يتفاعل مع الطالب، ويقدم له تدريبات تفاعلية وألعاباً تعليمية لتحسين مهارات التحدث والاستماع. بالنسبة للتعليم الجامعي؛ طورت شركة (Anthropic) مساعداً ذكياً باسم (Claude)، يقدم تجربة تعليمية جامعية مميزة من خلال استخدام «المنهج السقراطي» الذي يعتمد على تحفيز التفكير النقدي والبحث عن الحقائق لمساعدة الطلاب على توليد الأفكار والفهم بشكل أفضل، ويساعد الطلاب في مراجعة دروسهم بطريقة تفاعلية وعميقة.

السؤال الأهم: هل نحن مستعدون؟

المستقبل يفرض علينا أن نعيد النظر في المناهج، وأدوار المعلمين، والبنية الرقمية للمدارس والجامعات. فالمعلم لن يختفي، بل سيتحوّل إلى مرشد وميسر، بينما تتولى الأدوات الذكية الجوانب التقنية والتفاعلية.لذا، اعتمدت وزارة التعليم السعودية نهجاً إستراتيجياً ومتكاملاً في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن عملية التعليم، مستهدفة بذلك تفعيل التعليم الشخصي وتحقيق أهداف «رؤية 2030» في إعداد جيل متمكن تقنياً وفكرياً. من ضمن هذه الجهود أصدر «المركز الوطني للتعليم الإلكتروني» إطاراً شاملاً يوجّه استخدام «الذكاء الاصطناعي» في جميع مراحل التعليم والتدريب المستمر. كما أطلقت وزارة التعليم عدة مبادرات بالتعاون مع «سدايا» لإصدار دليل إرشادي شامل لاستخدام تقنيات «الذكاء الاصطناعي»، وتوعية الطلاب بالتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي وتدريب المعلمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤية الحاسوبية عبر التدريب الحضوري وعن بُعد. إن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتدريب الكوادر التعليمية على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان جودة التعليم ومواكبة الثورة التقنية.إن مستقبل التعليم بدأ الآن، ومن يستعد له اليوم، سيكون من صانعيه غداً.

التعلم الشخصيأنظمة ذكية قادرة على فهم قدرات الطالب واحتياجاته

منصات عالمية

ظهرت تقود التغيير كمساعد تعليمي ذكي للطالب

نهج إستراتيجي

لوزارة التعليم بدمج الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم

الذكاء الاصطناعيتقنيات تعليمية توفر معلماً افتراضياً خاصاً لكل طالب

أخبار ذات صلة

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق