عاجل

الحياة أثمن من اختزالها في صورة.. «الإبهار» أنموذجاً - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة
الحياة أثمن من أن تُختزل في صورة، أو تقيّم بتفاعل، أو تُعاش بعين الآخرين فلنعش لذواتنا قبل أن نعيش للناس، ولنجعل الإبهار انعكاساً لحقيقتنا، لا قناعاً نرتديه في كل مناسبة.

في زمنٍ تتسارع فيه الصور وتتصارع فيه الأصوات؛ أصبح «الإبهار» عملة رائجة يتسابق الناس لامتلاكها، لا من أجل ذواتهم، بل لإقناع الآخرين أنهم يستحقون نظرة إعجاب، أو تفاعلاً إلكترونياً، أو حتى مجرد لحظة اهتمام.

منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان لإثبات نفسه. لكن هذا السعي تطور بشكل لافت في العصر الحديث، إذ بات كثيرون لا يعيشون لأنفسهم، بل لأعين الآخرين. انتقل مفهوم «النجاح» من الرضا الذاتي والإنجاز الحقيقي إلى عدد الإعجابات، وعدد المتابعين، وإبهار الجمهور بأي وسيلة، مهما كانت سطحية أو مصطنعة.

نرى هذا بوضوح في مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تتحول لحظة الإفطار البسيط إلى جلسة تصوير احترافية، وتتحول العطلة العائلية إلى عرضٍ سينمائي، وتتحول المشاعر إلى منشوراتٍ مُنمقة لا تُعبّر غالباً إلا عن رغبة في لفت الأنظار. فالإبهار هنا لم يعد هدفاً لإلهام الناس، بل وسيلة لتغذية (الأنا)، حتى لو كان الثمن فقدان الأصالة.

المؤلم أن هذا السعي المستميت خلف الإبهار أفرغ الحياة من محتواها. فالإنسان الذي يركض طوال الوقت خلف إعجاب الآخرين، غالباً ما ينسى أن يسأل نفسه: هل أنا سعيد؟، هل هذا ما أريده حقّاً؟، هل هذا النجاح حقيقي أم مزيف؟

ما بين وهج الإبهار وحقيقة الذات، يضيع الكثيرون.. يعيشون حياة تُشبه واجهات المحلات؛ جميلة من الخارج، خاوية من الداخل.. ينفقون الوقت والمال والجهد لإقناع الناس، متناسين أن معظم الناس مشغولون بإبهار غيرهم أيضاً.

لا عيب في الطموح، ولا بأس من مشاركة الإنجاز أو الفرح. لكن الإبهار يجب أن يكون نتيجة حقيقية للتميّز، لا غاية خالية من العمق.

أخبار ذات صلة

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق