لعنة الأجنحة الداكنة.. خفاش يقتل رجل خمسيني في استراليا بطريقة عجيبة - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لعنة الأجنحة الداكنة.. خفاش يقتل رجل خمسيني في استراليا بطريقة عجيبة - بوابة اخر ساعة, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 05:43 مساءً

في شمال نيوساوث ويلز الأسترالية، تعرَّض رجل خمسينسي لعضة خفاش صغيرة تبدو غير مؤذية، لكن تلك العضة كانت تحمل فيروسًا نادرًا يشبه شبح داء الكلب، لينتقل عبر لعاب الخفاش إلى دمه. 

بعد أشهر من الصمت، استيقظ الفيروس كقاتل خفي ليسبب له حمى، صداع، وإرهاق تحولوا سريعًا إلى شلل وهذيان ونوبات، لتعلن السلطات الصحية في النهاية عن وفاته قبل أيام ، لتصبح حالته الرابعة المسجلة في أستراليا منذ اكتشاف "فيروس داء الخفافيش الأسترالي" (Australian Bat Lyssavirus) عام 1996، وجميعها انتهت بالوفاة.

فيروس قاتل بلا علاج

الفيروس، رغم تشابهه مع داء الكلب بمثابة وحش مفترس، حيث  لا يوجد في أستراليا داء كلب كلاسيكي، لكن هذا الفيروس القريب منه يهاجم الجهاز العصبي المركزي بلا رحمة، بينما الأعراض الأولية قد تخدع الأطباء فهي  حمى خفيفة وتعب يشبه الإنفلونزا، لكنها تتطور خلال أيام إلى شلل، اضطرابات عصبية، ثم غيبوبة وموت. 

الخطير هنا هو "فترة الحضانة الصامتة" التي تمتد من أيام إلى سنوات، حيث يختبئ الفيروس قبل أن ينهش الجسم،  والأكثر إثارة للقلق؟ لا علاج فعال بمجرد ظهور الأعراض، رغم توفر لقاحات وقائية.

الخفافيش حاملة الأمراض

الخفافيش ليست مجرد نواقل عشوائية؛ إنها كائنات استثنائية، تشكل 20% من ثدييات العالم (أكثر من 1100 نوع)، وهي الوحيدة القادرة على الطيران الحقيقي، تعيش حتى 30 عامًا، وتتغذى ليلًا على الحشرات (3000 حشرة في الليلة) أو الفواكه أو حتى الدماء (3 أنواع فقط)، لكن قدراتها البيولوجية الفريدة هي التي تجعلها خزانات مثالية للأمراض:

تحمل الخفافيش فيروسات مميتة مثل إيبولا وسارس وكورونا دون أن تمرض، بفضل تطور جهازها المناعي، وأثناء الطيران، ترتفع حرارتها إلى 40°مئوية، مما يقتل الفيروسات الضعيفة ويبقي الأقوى فقط – تلك القادرة على تحمُّل حُمَّى البشر، كما تعيش في مستعمرات ضخمة: مثل "كهف براكن" في تكساس الذي يضم 20 مليون خفاش، مما يسهل انتشار الأمراض بينها 2.

كيف ينتقل الفيروس إلى البشر؟

كل الخفافيش الأسترالية – سواء الثعالب الطائرة أو آكلة الحشرات – قد تحمل الفيروس، يكفي خدش بسيط أو عضة لنقل اللعاب الملوث إلى الدم. 

في 2024، تعرض 118 شخصًا في أستراليا لعضات أو خدوش من الخفافيش، لكن الحالات القاتلة نادرة بسبب تلقيهم العلاج الفوري، بينما حالة الرجل المتوفي أثارت تساؤلات عديدة لأنه تلقى العلاج بعد العضة، لكن الفيروس تسلل رغم ذلك، بينما  تُحقق السلطاء لمعرفة إن كان تأخير في العلاج أو عوامل أخرى وراء هذه المأساة.

إجراءات طارئة للتعامل مع الخفافيش 

توصي السلطات الصحية بإجراءات طارئة لأي تعامل مع الخفافيش:

لا تلمسها أبدًا حتى الخفاش الجريح أو الساقط على الأرض قد يكون قاتلًا. اغسل الجرح فورًا  لمدة 15 دقيقة بالماء والصابون، ثم ضع مطهرًا مضادًا للفيروسات مثل البيتادين. اللقاح الفوري: الحقن بالجلوبولين المناعي المضاد للكلب + جرعات لقاح داء الكلب (الذي يُعد فعالًا ضد هذا الفيروس). "إذا لم تلمس الخفاش، فلن تُعض أو تُخدش" هذه هي القاعدة الذهبية التي توصي بها ترش باترسون، خبيرة رعاية الحياة البرية بأستراليا.

لماذا تهاجم الخفافيش البشر الآن؟

يربط العلماء بين تزايد الأمراض المنقولة من الخفافيش والتعدي البشري نتيجة إزالة الغابات والتلوث ما يدفعانها إلى الاحتكاك المباشر بالبشر والحيوانات الأليفة، فيما تلعب بعض أنواعها أدوارًا بيئية حيوية مثل تلقح الزهور والتهام  الآفات،  ففي كهف براكن وحده، تلتهم الخفافيش 200 طن من الحشرات كل ليلة!.

وحسب خبراء فإن الخفاش ليس شريرًا بطبعه، بل ضحية لاختلال النظام البيئي، ومن ثم لابد من احترام الحدود بيننا وبين عالمها السري فقد يكون الفارق بين الحياة والموت، وكما يقول الدكتور جيمس جيلكيرسون، خبير الأمراض المعدية: "الفيروس يؤدي للوفاة إذا تأخر العلاج.. لكنه نادر جدًا، والتعايش مع هذه المعرفة هو ثمن العيش في عالم متشابك".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق