في توقيت مثالي، تبنّى المضاربون توقعات صعودية غير اعتيادية، بشأن العقود الآجلة للماشية الأمريكية، وذلك منذ أواخر عام 2024، حيث وصلت أعداد القطيع المحلي إلى أدنى مستوى لها في 74 عاماً، لترتفع العقود الآجلة الفورية ذات الصلة بنحو 16% حتى الآن.
ومنذ ذلك الحين، بلغت أسعار لحوم البقر الأمريكية أعلى مستوياتها على الإطلاق، إلا أن المستهلكين لم يتخلوا عن رغبتهم في تناول البروتين، لتواصل العقود الآجلة للماشية النمو. في الأسبوعين الماضيين، زاد مديرو الصناديق صافي مراكزهم الطويلة في العقود الآجلة وخيارات الماشية الحية من بورصة شيكاغو التجارية، إلى أعلى مستوى في 10 أسابيع، عند 137836 عقداً. وهو رقم قياسي، مقارنة بنفس الفترة لعامي 2014 و2017، اللذين شهدا تراجعاً مطرداً في الرهانات.
وفي قطاع الحبوب والبذور الزيتية، ظلّ المضاربون مشترين صافين في نفس الفترة لجميع السلع باستثناء زيت الذرة وفول الصويا، فيما كان مديرو الأموال بائعين صافين لعقود زيت فول الصويا الآجلة وخياراتها في بورصة شيكاغو التجارية للأسبوع الرابع على التوالي، حتى 10 يونيو/ حزيران، ما ترك لهم صافي مراكز شراء متواضعة، بلغت 24768 عقداً.
ومع ذلك، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لزيت الصويا إلى الحد الأقصى اليومي، الجمعة، لتصل إلى أعلى مستوياتها في شهر، حيث اقترحت إدارة ترامب متطلبات أعلى من المتوقع لمزج الوقود الحيوي الأمريكي، في عامي 2026 و2027.
قد يعزز ذلك الطلب على زيت فول الصويا المحلي، لا سيما مع تثبيط استيراد المواد الخام الأجنبية، بما فيها زيوت الطهي المستعملة من الصين. وعلى الرغم من التفاؤل، لم ترد أي أنباء حتى الآن بشأن إعفاءات المصافي الصغيرة، ما قد يقلل الطلب فعلياً.
وصعدت أخبار الوقود الحيوي بأسعار فول الصويا، الذي سجل أيضاً أعلى سعر إغلاق له في شهر عند 10.69 دولار للبوشل. ورفع مديرو الأموال من مراكزهم الاستثمارية الطويلة وشبه الثابتة في السلعة، حتى 10 يونيو/ حزيران، إلى 25639 عقداً آجلاً وعقد خيارات.
وعلى الرغم من التوقعات بوصول إمدادات فول الصويا العالمية إلى مستويات قياسية هذا العام، إلا أن المستثمرين حافظوا على موقف متفائل إلى حد ما في الأسابيع الأخيرة. وتُعد توقعات المحاصيل الأمريكية متواضعة نسبياً، وتعتمد على غلة قياسية ومساحة محددة، وقد تكون هذه الأخيرة معرضة للخطر لصالح مساحات الذرة.
وأدّت توقعات محصول الذرة الكبير في الولايات المتحدة إلى تشاؤم مديري الصناديق، حيث كانوا بائعين صافين في 15 أسبوعاً من الأسابيع الـ18 الماضية. وحتى 10 يونيو، رفعوا صافي مراكزهم القصيرة في عقود الذرة الآجلة وخياراتها في بورصة شيكاغو التجارية إلى 164020 عقداً، بزيادة نحو 10 آلاف عقد خلال الأسبوع.
ويزيد هذا من خطر اضطرار المستثمرين إلى تغطية مراكزهم القصيرة على الذرة بشكل مفاجئ، في حال ساءت الأحوال الجوية في الولايات المتحدة، لكن التوقعات الحالية تستبعد ذلك على المدى القريب.
كما عزز الطقس الربيعي الداعم ظروف قمح الشتاء الأمريكي إلى أعلى مستوياته، في ست سنوات، مطلع الشهر الجاري، وقد استثمرت الصناديق ذلك. وفي مايو/ أيار، حققت صافي مراكز قصيرة غير مسبوقة في عقود قمح كانساس سيتي الآجلة وخياراتها، متجاوزة الرقم القياسي السابق بكثير.
وعلى الرغم من أنهم كانوا مشترين صافين لعقود قمح كانساس سيتي، في ظل تراجع صافي مراكز البيع على القمح، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، فإن صافي مراكز البيع على المكشوف لا يزال مرتفعاً للغاية. واشترت صناديق الاستثمار أيضاً قمح شيكاغو، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، ما أدى إلى انخفاض صافي مراكز البيع على المكشوف إلى 94011 عقداً آجلاً وعقد خيارات من 126895 عقداً، خلال تلك الفترة.
في المقابل، ارتفعت عقود القمح الآجلة في بورصة شيكاغو التجارية بأكثر من 3%، الجمعة، مدفوعةً بقوة مركب الصويا، وعقود النفط الخام التي سجلت مؤخراً أكبر تحركات يومية لها، منذ عام 2022، عقب التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وبصرف النظر عن الصراع المتجدد بين إسرائيل وإيران، وأي أخبار أخرى عن الوقود الحيوي الأمريكي، يجب على تجار الحبوب الاستمرار في مراقبة تطورات الطقس بالولايات المتحدة لبقية شهر يوليو/ تموز، وحتى أوائل أغسطس/ آب، عندما تكون المحاصيل جاهزة لمرحلة التلقيح الحرجة، درءاً لأي انهيار مفاجئ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق