نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صنعاء تواجه كارثة صحية مُتصاعدة.. انتشار واسع لحالات الإسهال المميت وتحذيرات من تفشي الكوليرا - بوابة اخر ساعة, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 12:42 صباحاً
أفادت مصادر طبية مطلعة بأن العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين منذ نحو عقد، تعيش أوضاعاً صحية كارثية تتسم بالانهيار الشامل في قطاع الرعاية الصحية، مع تسجيل تصاعد حاد في حالات الإصابة بأمراض معوية حادة وإسهالات دموية قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الآلاف.
وحذّرت المصادر من أن الوضع الوبائي في المدينة يسير بسرعة نحو التفاقم، مشيرة إلى احتمال انتقال العدوى بشكل وبائي ما ينذر بتفشي وباء الكوليرا مرة أخرى، خاصة في ظل تردي الظروف المعيشية وغياب خدمات المياه والصرف الصحي وانعدام الرقابة على الصحة العامة.
وأوضحت المصادر أن مستشفيات الثورة العام، والجمهوري، والكويت الجامعي، تعاني من اكتظاظ غير مسبوق في أقسام الطوارئ والاستقبال، حيث توافدت أعداد كبيرة من المواطنين المصابين بأعراض صحية حادة، منها ما تطور إلى فشل كلوي نتيجة الجفاف الشديد الناتج عن الإسهال المستمر.
وسجلت المؤسسات الصحية خلال الأيام القليلة الماضية حالات وفاة متتالية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة لمخاطر هذه الأمراض المعوية، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تلوح في الأفق.
نقص تام في الموارد والأدوية
وأشارت المصادر الطبية إلى وجود نقص حاد في المحاليل الوريدية والأدوية الأساسية اللازمة لعلاج المصابين، بالإضافة إلى شح كبير في الكوادر الطبية والمعدات الطبية الضرورية للتعامل مع هذا النوع من الأزمات الوبائية.
ويأتي هذا الوضع المأساوي في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية في العاصمة صنعاء، بعد سنوات من الحرب والتجاهل والتهميش، إضافة إلى استشراء الفساد الإداري والمالي داخل المؤسسات الصحية، وعدم اتخاذ أي إجراءات حقيقية من قبل سلطات الحوثيين لاحتواء الأزمة أو تقديم حلول عاجلة.
تعتيم إعلامي وتلاعب بالأرقام
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثيين تواصل إخفاء الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات الناتجة عن هذه الأزمة الصحية، ما يزيد من تعقيد الوضع ويُعوق جهود المنظمات الدولية والإنسانية في الاستجابة السريعة والفعالة.
وأعربت المصادر عن تخوفها البالغ من أن تتحول صنعاء إلى بؤرة وبائية لا يمكن السيطرة عليها في حال استمرار غياب التدخلات الإنسانية والدعم الدولي اللازم، خاصة من قبل منظمات الصحة العالمية والهيئات الإغاثية التي يبدو أنها تواجه تحديات كبيرة في الوصول إلى الحالات الأكثر احتياجاً بسبب القيود المفروضة من قبل الجماعة الانقلابية.
نداء استغاثة
وفي ظل تصاعد الأزمة، وجهت المصادر الطبية نداء استغاثة عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، من خلال توفير الدعم اللوجستي والطبي الضروري، وتعزيز عمليات التطعيم ومكافحة الأوبئة، ودعم شبكات المياه والصرف الصحي التي تمثل ركيزة أساسية في الوقاية من الأمراض المعوية.
وطالبت الجهات المعنية بضرورة فتح تحقيق مستقل في أسباب تفشي المرض، ومساءلة من تسببوا في تقاعس الاستجابة الطبية، ومحاسبة المتورطين في تجويع القطاع الصحي ونهب الموارد المخصصة له.
وتُحذر التقارير من أن الوضع في صنعاء قد يكون مؤشرًا على مرحلة جديدة من الكارثة الإنسانية التي قد تطال باقي المناطق إذا لم تُتخذ خطوات جادة وسريعة للحد من انتشار الوباء والسيطرة عليه.
0 تعليق