بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تُعيد تقييم المرحلة وتدفع نحو مفاوضات مشروطة - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

مرصد مينا

بدأت الإدارة الأميركية في مراجعة واسعة لنتائج العمليات العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية والعسكرية في إيران، وسط تحولات استراتيجية كبيرة في مقاربتها لملف “المسألة الإيرانية”.

وبينما تُظهر واشنطن ثقة في أن الضربات الجوية قد أضعفت القدرات النووية لطهران، فإنها في المقابل تُقرّ بأن المواجهة المفتوحة لم تُنهِ التهديد بشكل كامل، وتحتاج إلى تفعيل المسار الدبلوماسي.

قصف دقيق ونتائج نسبية

عقب الغارات التي نفذتها طائرات “بي-2” الشبحية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الضربات دمّرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل.

غير أن تقارير استخباراتية، خاصة من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، أشارت إلى أن الأضرار “كبيرة لكنها غير نهائية”، في حين صرّح متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن البرنامج النووي الإيراني “تعرّض لإعاقة مؤقتة تُقدّر بسنتين”.

وفي تصريحات صحافية اليوم الجمعة، كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن “إيران اليوم أضعف مما كانت عليه قبل شهور”، مشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة شكّلت ضربة مزدوجة لقدراتها العسكرية ونفوذها الإقليمي.

ضربات متعددة وسقوط الحلفاء

وبحسب المسؤول، فإن سلسلة الضربات التي نُفذت خلال الأسابيع الماضية لم تقتصر على المنشآت النووية، بل استهدفت أيضاً ركائز النفوذ الإيراني في المنطقة، بما في ذلك مواقع لحزب الله في لبنان، ومنشآت للنظام السوري، ومواقع للحوثيين في اليمن.

كما دمّرت الضربات الإسرائيلية عددًا من أنظمة الدفاع الجوي والرادارات الإيرانية، ما جعل منشآت طهران أقل قدرة على الصمود. وأُضيف إلى ذلك مقتل عدد كبير من كبار الضباط في الحرس الثوري والقوات المسلحة، ما فاقم من تراجع الجهوزية الدفاعية الإيرانية.

وقال المسؤول الأميركي: “ما حدث أسقط هالة كانت تحيط بإيران لسنوات.. سقطت مقولة أنها غير قابلة للمسّ، أو أنها محصّنة عسكرياً”، مشيراً إلى أن “الخوف من الرد الإيراني تراجع بعد أن ثبت أنه يمكن ضربهم دون الانجرار إلى حرب شاملة”.

تحديات المشروع النووي مستمرة

رغم ما تحقّق، تعترف واشنطن أن تدمير المشروع النووي الإيراني بالكامل عبر الضربات الجوية أمر غير ممكن، وأن طهران ما زالت تحتفظ بكميات كبيرة من المواد الانشطارية ومواقع سرية.

إلا أن الضربات الأخيرة، وفقاً لمسؤولين في البنتاغون، حرمت إيران من الوصول السريع إلى السلاح النووي، ودمّرت جزءاً كبيراً من البنية التحتية التي كان يُفترض أن تُستخدم في تخصيب اليورانيوم خلال أسابيع.

التوازن بين القوة والدبلوماسية

وتعتقد الإدارة الأميركية أن هذا “الواقع الجديد” يجب أن يُستثمر سياسياً. فبينما تؤكد أن إيران لم تعد بالقوة ذاتها، تحذر في الوقت ذاته من بقاء قدرات صاروخية هائلة لدى طهران، تشمل أكثر من 1500 صاروخ باليستي قادر على تهديد إسرائيل والقواعد الأميركية ودول الخليج.

كما تشير التقديرات الأميركية إلى أن النظام الإيراني كثّف حملات القمع داخليًا خلال الأيام الماضية، في مؤشر على ارتباكه وخوفه من اضطرابات داخلية قد تتصاعد.

العودة إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة

في ضوء هذه التطورات، بدأ الموفد الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، تحركات غير مباشرة عبر وسطاء لإعادة فتح قنوات التفاوض مع طهران.

ورغم عدم الإعلان عن جدول لقاءات رسمية، إلا أن الرسالة التي تُوجّهها واشنطن باتت واضحة: “إما العودة إلى طاولة المفاوضات ضمن شروط جديدة، أو مواجهة عقوبات أكثر قسوة”.

وأكد أحد المسؤولين أن الضربات الأخيرة ليست نهاية المطاف، بل وسيلة ضغط لفتح الطريق أمام حل دبلوماسي، مضيفاً: “فترة الاثني عشر يوماً من التصعيد أظهرت أن المواجهة العسكرية الطويلة مكلفة وغير مجدية، لا للطرف الأميركي ولا للإيراني”.

وتلوّح الإدارة الأميركية باستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية بقوة أكبر، إن رفضت إيران العودة للمفاوضات.

وتؤكد التقديرات أن أي عقوبات إضافية قد تكون مدمّرة للاقتصاد الإيراني، وتُقيّد طموحات طهران النووية إلى مدى أبعد بكثير من الضربات العسكرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق