عاجل

طفلة من غزة - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

في زقاقٍ ضيّقٍ من أزقّة غزة... كانت تختبئ داخل صندوق سيارةٍ مهجورة...

طفلةٌ صغيرة.. بالكاد تُجيد ربط شعرها...

لكنّ الحرب علّمتها كيف تُخفي أنفاسها...

كيف تُجيد الصمت... وتتجنّب عيون القذائف...

شعرُها الأبيض لم يكن شيبًا...

بل صدمة...

كأنّ عمرًا بأكمله مرّ على رأسها في أيّامٍ معدودة...

كانت تحتضن دميةً بلا ذراع..

تشدّها إلى صدرها...

كما لو كانت آخر ما تبقّى من عالمها الصغير.

وضعت إصبعها على شفتيها المرتجفتين..

وقالت للموت..بلغة لا تُسمع

مرَّ من هنا... ولا تأخذني اليوم.

مرّت أيام...

وفي صباحٍ آخر.. لم يجدها أحد.

لا في السيارة.. ولا في الزقاق

بل تحت التراب...

ممدّدة بهدوء.. كأنّها نائمة بعد يومٍ طويل.

في عينيها كان لا يزال شيءٌ من الحياة،

كأنّها كانت تنتظر من يوقظها..

من يُخبرها أن الحرب انتهت،

وأنّ بإمكانها العودة إلى الرسم على الرمل..

إلى اللعب في حضن أمّها...

إلى الضحك بلا خوف...

لكن لا أحد جاء.

وحده الغبار لفّ جسدها..

وحدها الأرض فتحت ذراعيها لاحتضانها..

وحدها السماء شهقت... ثمّ سكتت.

لم تكن رقمًا في نشرة الأخبار..

بل وجعًا يسكن كلّ بيت..

فهل رآها أحد؟

نعم... رأيناها.

لكن متأخرين

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق