عاجل

شاطئ العريش ينطق بالجمال ويُلهم العيون ويُحيي الذاكرة.. صور - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وفى حضن شمال سيناء، يمتد شاطئ العريش كواحد من أجمل وأهدأ الشواطئ المصرية التى تنفرد بخصوصية جغرافية وثقافية، وتجمع بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ وروح الإنسان السيناوي. فعلى طول الساحل الممتد قبالة مدينة العريش، تنبض الحياة كل صيف بمشاهد تستحق أن تُروى، فى منطقة باتت تستعيد مجدها السياحى شيئًا فشيئًا.

 

شاطئ العريش يُعد من أهم الشواطئ على سواحل البحر المتوسط، ويشهد خلال فصل الصيف حركة إقبال متزايدة من المواطنين والزوار من مختلف المحافظات، نظرًا لموقعه الفريد، ونقاء رماله، وهدوء مياهه. وينقسم الشاطئ إلى مناطق متنوعة تناسب مختلف الأذواق، من الشواطئ العامة التى تتسم بالبساطة، إلى أماكن أكثر خصوصية واستعدادًا لاستقبال الأسر.

 

من بين المشاهد اللافتة التى تلتقطها أعين الزائرين، انتشار النخيل على امتداد الشاطئ، ما يضفى عليه طابعًا استوائيًا نادرًا على سواحل المتوسط. وقد نجح شباب العريش فى استغلال طبيعة المكان بشكل مبتكر، من خلال إعادة إحياء جذوع النخيل القديمة وتحويلها إلى "عرائش" تقليدية تعكس هوية المدينة.

 

هذه العرائش ليست مجرد مظلات توفر الظل، بل هى تجربة بصرية وروحية. يتم جمع جريد النخيل المتهالك وتدويره يدويًا لصناعة مظلات دائرية بقطر يتراوح بين مترين وأربعة، وتُزيَّن بإضاءات خافتة وخيوط ملونة تنسدل برقة فوق الرمال البيضاء. وتُفرش تحتها بُسطٌ عربية، وتُرتب كراسٍ بسيطة، لتتحول إلى بيوت مؤقتة مفتوحة على البحر تمنح الزائرين لحظات من السكينة وصفاء الذهن.

 

ويحكى الأهالى أن اسم مدينة العريش مشتق أصلًا من هذه "العرائش"، التى كانت بيوتًا بدائية شيدها الأجداد بجريد النخل المنتشر بكثافة على الساحل، وقد مثلت نواة أولى للحياة على هذه الأرض. واليوم، تعود تلك العرائش لكن فى شكل رمزى جميل، يوحِّد بين الماضى والحاضر، ويعبّر عن الهوية الثقافية لشمال سيناء.

 

ومع كل موسم صيفى، تتجدد هذه العرائش بأفكار وإضافات مبتكرة، إذ يتنافس مقدمو الخدمات على تقديم أشكال جديدة، بزخارف مختلفة وإضاءات متجددة وترتيبات خاصة للجلسات، مما يجعل من كل عريشة عملًا فنيًا متفردًا يعكس ذوق صاحبها.

 

اللافت فى هذه المبادرة أنها تعزز قيم الاستدامة والوعى البيئى، من خلال إعادة استخدام مخلفات النخيل بدلًا من التخلص منها، كما تخلق فرصًا اقتصادية لأبناء المدينة وتوفر خدمات سياحية محلية بطابع تراثى مميز.

 

ومع دخول المساء، يتحول الشاطئ إلى مسرح مفتوح للدهشة. فالغروب هنا ليس مجرد لحظة زمنية، بل حدث بصرى وروحى ينتظره الجميع. حين تبدأ الشمس بالانخفاض وتلامس الأفق، يتحول لون البحر من الأزرق إلى الذهبى فالبرتقالى فالأحمر المتوهج، قبل أن يبتلع الأفق قرص الشمس فى مشهد يخطف الأنفاس.

 

يقول محمد سليمان، أحد أبناء العريش: "الغروب فى العريش له طقسه الخاص، أشبه بتأمل جماعى فى الجمال، حيث يتوقف الناس عن كل شيء لمتابعة المشهد حتى نهايته. أنه طقس يومى لا يُمل، بل يُنتظر بشغف".

 

فى هذه اللحظة، تصمت الأصوات، وتعلو عدسات الهواتف والكاميرات، التى تسابق الزمن لتوثيق لحظة الغروب التى باتت مادة يومية للمصورين والهواة ورواد التواصل الاجتماعي.

 

ولا يكتمل سحر العريش دون الحديث عن "حوض الجزيرة"، الذى يُعد من أكثر المواقع الطبيعية تميزًا على امتداد شاطئ الريسة شرق المدينة. يتميز الموقع بتكوينه الجغرافى الفريد، حيث تشكّل بفعل تداخل مياه البحر مع التلال الرملية، ما أفرز بحيرة صغيرة محاطة بالرمال البيضاء وأشجار النخيل.

 

المكان بات مقصدًا مثاليًا للعائلات والمغامرين على حد سواء. فبينما يستمتع الأطفال بالسباحة فى المياه الهادئة، يتسلق الشباب التلال الرملية العالية لمشاهدة البحر من علٍ، قبل الانزلاق نحو الشاطئ فى مشاهد تفيض بالحيوية. ويفضل كثيرون الجلوس فى هدوء قرب الحوض، وتحضير الشاى والوجبات الخفيفة، والاستمتاع بالطبيعة البكر.

 

ويقول أحد زوار المنطقة: "ما يميز حوض الجزيرة هو نقاؤه، فلا توجد مبانٍ إسمنتية ولا صخب، فقط الطبيعة كما خلقها الله. أنه المكان المثالى للتأمل واستعادة الصفاء الذهنى بعيدًا عن الضوضاء".

 

وفى مشهد آخر مدهش، يقع "شاطئ السفينة" الذى أصبح أيقونة سياحية جديدة على ساحل العريش. تعود تسميته إلى سفينة حديدية مهجورة جنحت إلى الشاطئ قبل سنوات، واستقرت على الرمال، فبدت كأنها نبتت من الأرض. هذا الهيكل الصدئ، الذى كان مهملًا فى البداية، تحوّل بفضل الشباب إلى معلم بصرى وطني.

 

رفع هؤلاء الشباب علم مصر فوق بقايا السفينة، ليحولوا الحطام إلى رمز للصمود والانتماء، وموقعًا يستقطب الزوار لالتقاط الصور التذكارية، خاصة فى وقت الغروب حين يلفّ الضوء الذهبى المكان. وقد بادروا بتنظيم المنطقة وتوفير جلسات بسيطة وخيام ومظلات، ما حول الشاطئ إلى وجهة متكاملة للراحة والاستجمام.

 

اليوم، أصبح "شاطئ السفينة" مكانًا يُقصد للبساطة، لا للترف، حيث يلتقى الناس على حب المكان والذكريات، ويُعاد فيه اكتشاف الجمال فى الأشياء المهجورة.

 

ومع تحسن الأوضاع الأمنية وعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، عاد شاطئ العريش ليأخذ مكانته كوجهة سياحية جديرة بالاهتمام. فهنا لا تقدم العريش لزوارها فقط البحر والرمال، بل تجربة غنية بالروح، والطبيعة، والتاريخ، والإبداع المحلي.

 

فى العريش، كل زاوية من الشاطئ تحمل قصة. من العرائش التى تحاكى الأجداد، إلى حوض الجزيرة الذى يحتضن التأمل، إلى السفينة التى تحوّلت إلى أيقونة. وبين هذا وذاك، الغروب يلفّ المكان بسحر لا يوصف.

 

إنه شاطئ العريش، حيث تتجسد الطبيعة فى أبهى صورها، وتنبض الحياة على إيقاع البحر والنخيل، فى مدينة تأبى أن تُنسى، وتُصر أن تكتب فصولًا جديدة من الجمال والسلام.

الجلوس-على-شاطئ-العريش
الجلوس-على-شاطئ-العريش

 

الخيل-على-شاطئ-العريش
الخيل-على-شاطئ-العريش

 

جمال-الطبيعة-علي-شاطي-العريش
جمال-الطبيعة-علي-شاطي-العريش

 

شاطئ-العريش
شاطئ-العريش

 

شاطئ-العريش_1
شاطئ-العريش_1

 

شاطئ-العريش٢
شاطئ-العريش٢

 

شاطئ-العريش-الممتد
شاطئ-العريش-الممتد

 

شاطئ-مدينة-العريش
شاطئ-مدينة-العريش

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق