عاجل

ممارسات طائفية.. مليشيا الحوثي تحوّل عاشوراء إلى موسم للجباية والتجنيد وغسل العقول - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ممارسات طائفية.. مليشيا الحوثي تحوّل عاشوراء إلى موسم للجباية والتجنيد وغسل العقول - بوابة اخر ساعة, اليوم السبت 5 يوليو 2025 11:51 مساءً

في مشهد بات يتكرر عامًا بعد عام، حولت مليشيا الحوثي الإرهابية ذكرى عاشوراء الحسينية إلى مناسبة موسمية تُستغل لجني الأموال، وتطييف المجتمع، وتجنيد الشباب، ضمن أجندة إيرانية واضحة المعالم تسعى الجماعة إلى فرضها بالقوة في مناطق سيطرتها، وعلى رأسها العاصمة المختطفة صنعاء.

وحسب مصادر محلية مطلعة، فقد أصدرت قيادات المليشيا أوامر مباشرة لمشرفي الأحياء والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة، تقضي بتكثيف الفعاليات ذات الطابع الطائفي خلال هذه الفترة، بما يشمل تنظيم ندوات وأمسيات تعبوية، ودورات عسكرية تستهدف شريحة الشباب وصغار السن، بهدف تجنيدهم وإرسالهم إلى جبهات القتال تحت شعار "الجهاد" و"الدفاع عن المراقد".

وخلال يومين فقط، سجلت مناطق متعددة خاضعة لسيطرة الحوثيين ما يزيد على 350 فعالية طائفية، تراوحت بين دورات تدريبية قتالية وتخريج دفعات جديدة من المقاتلين، فيما تحولت مآذن المساجد إلى منابر لنشر خطاب أيديولوجي مستورد من طهران، يتناقض مع ثقافة المجتمع اليمني وتاريخه الوسطي السمح.

حملة ابتزاز ممنهجة تحت غطاء "الدعم الديني"

وبالتزامن مع هذه الفعاليات، أطلقت المليشيا الحوثية حملة ابتزاز ممنهجة استهدفت مئات التجار وأصحاب المحال التجارية في العاصمة صنعاء ومدن أخرى، تحت ذريعة جمع التبرعات لتمويل ما سمّته بـ"الأنشطة العاشورائية".
وأفاد مواطنون من أسواق مثل "عنقاد" و"المقالح" و"السنينة" و"هائل"، بأن مشرفين حوثيين مدعومين بأطقم عسكرية نفذوا مداهمات مسلحة للأسواق، وفرضوا إتاوات باهظة على أصحاب المتاجر، وهددوا من يرفض بالاعتقال أو إغلاق محله بشكل تعسفي.

وقال أحد البائعين، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "طلبوا مني دفع مبلغ كبير كـ'تبرع' لإحياء المناسبة، رغم أنني لا أتقاضى راتبًا منذ أشهر ولا أملك سوى هذا الرزق البسيط. كل شيء هنا أصبح تحت سيطرتهم، حتى الدين يُستخدم كأداة للابتزاز".

ذكرى عاشوراء.. موسم للإرهاب المالي وليس للقيم الدينية

وباتت ذكرى عاشوراء، بحسب ما يرى الكثير من السكان، موسمًا رسميًا للجباية والإرهاب المالي، لا علاقة له بالقيم الدينية أو الأبعاد التاريخية للمشهد، بل هو غطاء جديد لأعمال النهب المنظم وتمويل الحرب المستمرة التي تدمّر البلاد منذ سنوات.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، أجبرت الجماعة المؤسسات الحكومية على تعطيل أعمالها والمشاركة في الفعاليات الطائفية، بينما تم تخصيص أماكن لتلقين الموظفين دروسًا عقائدية تحمل بصمات الخطاب الإيراني الخميني، وتهدف إلى تغيير الهوية الوطنية وبناء جيل جديد موالٍ للمرشد الإيراني، بعيدًا عن الانتماء الوطني والثقافي اليمني.

انقطاع الرواتب في مقابل إنفاق ضخم على الفعاليات الطائفية

وأبدى عدد من الموظفين الحكوميين استياءهم من هذا الواقع، خاصةً مع استمرار توقف الرواتب منذ أشهر، وتدهور الخدمات الأساسية، وارتفاع معدلات الفقر والغلاء.
وقال "محمود"، وهو موظف في قطاع الاتصالات بصنعاء (اسم مستعار): "بينما يعاني الناس من أزمة معيشية خانقة، وأنفق الحوثيون ملايين الريالات على مظاهر عاشوراء والتدريبات العسكرية، دون اعتبار لمعاناة الشعب". وأضاف: "رفضت حضور أي فعالية، لأنني أعلم أن الهدف منها ليس التوعية أو الدعوة، بل التطبيعة مع الفكر الإيراني وزج الشباب في حروب لا طائل منها".

المناسبات الدينية.. أدوات لغسل الدماغ وتعزيز السيطرة

ولا تعد ذكرى عاشوراء الوحيدة التي حوّلتها المليشيا إلى مناسبة لتعزيز مشروعها الطائفي، إذ سبقتها خلال أقل من شهر ونصف، خمس مناسبات دينية طائفية أخرى، من أبرزها "عيد الغدير"، و"يوم الولاية"، وذكرى وفاة بدر الدين الحوثي، وبداية العام الهجري الجديد، وغيرها.
وتظهر هذه السلسلة كيف باتت المناسبات الدينية أداةً فعالة لغسل العقول، ونشر الفكر المتطرف، وترسيخ فكرة "الوصاية الإيرانية" على القرار اليمني، وتصوير زعامات الحوثية على أنها تمثل "الأمراء الشرعيين" للشعب.

الإرياني: الحوثي نبتة شيطانية تعمل على مسخ هوية اليمنيين

من جانبه، دعا وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إلى "هبة وطنية شاملة" من قبل جميع أبناء الشعب اليمني، لمواجهة ما وصفه بـ"النبتة الشيطانية" التي تمثلها مليشيا الحوثي، والتي تعمل بجد على مسخ هوية اليمنيين، وتحويل بلادهم إلى مقاطعة تابعة لنظام الملالي في طهران.

وقال الإرياني: "ما يجري في صنعاء من فعاليات عاشورائية بطقوس مستوردة، يكشف حقيقة المشروع الحوثي القائم على التبعية الكاملة لإيران، وضرب النسيج الاجتماعي اليمني، وفرض معتقدات دخيلة بقوة السلاح".
وأكد أن هذه الممارسات تؤكد مرة أخرى أن الحوثي ليس طرفًا يمنيًا يبحث عن حل سياسي، بل أداة تنفيذية لإيران تخدم أهدافها التوسعية في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق