نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مأساة جندي تكشف قسوة الواقع: ”سأموت بكرامة... بعدما أُسلّم ابنتيّ لأيدٍ أمينة” - بوابة اخر ساعة, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 01:31 صباحاً
في مشهد يُجسّد أقسى ملامح الانهيار الإنساني الذي تعانيه القوات الحكومية، أطلق الجندي في الجيش الوطني "عزي التاج" صرخةً مؤلمة هزّت الضمير الوطني، كاشفًا عن معاناةٍ قاسية تجاوزت ساحات المعارك إلى جبهات الفقر والخذلان والتفكك الأسري، في ظل تجاهل متواصل من قيادات الشرعية.
وفي منشور مؤلم على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب الجندي بعينٍ دامعة وقلبٍ مثقل بالوجع:
"لم يعد لدي ما أخسره... فلماذا أصمت؟
أنا جندي في الجيش الوطني، مشروع شهيد، لكن راتبي خمسون ألف قعيطي فقط!
رقم يتبخر أمام الأسعار، وأزمة مياه الشرب حوّلت حياتي إلى عطش لا ينتهي، أعيش في جحيم نفسي لا يرحم، وكل ما أراه أمامي هو اليأس".
وروى الجندي بألمٍ بالغ كيف اضطر تحت وطأة الفقر المدقع إلى تطليق زوجته، بعدما عجز عن تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة لها ولأسرته، قائلًا:
"رميت يمين الطلاق على زوجتي… لم يكن قراري، لكنه سحق عالمي. بقيتُ وحيدًا مع ابنتيّ، شامي ووتيني، وهما كل ما أملك من هذه الحياة. لكن حتى لقمة العيش أو شربة الماء لم أعد قادرًا على توفيرها لهما".
الأوجاع لم تتوقف هنا، بل وصلت إلى قرار مؤلم يفوق قدرة أي أب، حين أعلن الجندي أنه بات يفكر جديًا في تسليم طفلتيه لأسرة قادرة على إعالتهما، وسط شعور عميق بالخذلان والمرارة:
"اليوم أفكر بألم لا يوصف في تسليمهما إلى أسرة قادرة… هل تتخيلون أن يصل بي الحال كأب إلى التفكير في التخلي عن ابنتيّ؟ هذه ليست خيانة، هذا قهر بحجم وطنٍ خذلني".
ورغم نداءاته المستمرة إلى قيادات المقاومة الوطنية، والمسؤولين في الحكومة الشرعية، وقيادة محور تعز، لتوحيد الرواتب وإنصاف الجنود، إلا أن صرخاته لم تجد من يصغي أو يستجيب، حسب تعبيره:
"صرخت حتى جفّ حلقي... لا حياة لمن تنادي. كل الأبواب أغلقت، لم يبقَ أمامي إلا الموت بكرامة. لكنني لست جبانًا… إن مُت، فسيكون موتي ثورة على فساد سحق شعبًا بأكمله".
وختم الجندي منشوره بكلماتٍ تنزف وجعًا وتختصر حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الكثير من الجنود:
"أنا إنسانٌ ينزف ألمًا… يبحث عن كرامةٍ في وطنٍ نسي أبناءه.
هل بقي من يسمع صرخة أبٍ محطم القلب؟ لا أعتقد.
لكنني سأموت بكرامة بعد أن أطمئن أن شامي ووتيني في أيدٍ أمينة".
تدوينة الجندي عزي التاج أثارت موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل، وسط مطالبات بفتح تحقيق فوري في أوضاع الجنود المنسيين، وتقديم دعم إنساني عاجل، وإنهاء الفساد الذي يحوّل تضحيات الأبطال إلى مآسٍ عائلية مروعة.
0 تعليق