أعادت الفنانة المصرية شريهان ذاكرة محبيها إلى لحظة استثنائية جمعت براءتها الطفولية بكوكب الشرق أم كلثوم، في مشهد لا يتكرر كثيراً داخل كواليس زمن الفن الجميل.

شريهان وأم كلثوم في صور نادرة

الصور النادرة التي نشرتها شريهان عبر حسابها على إنستغرام حملت ملامح طفلة صغيرة تجرأت أن ترقص أمام أسطورة الغناء العربي، في ليلة زفاف شقيقها الراحل عمر خورشيد، الذي بقي اسمه محفوراً كأحد أمهر عازفي الجيتار.

لم تكن تلك الليلة عادية، فقد اجتمع فيها عمالقة الطرب والموسيقى: عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، في ليلة امتزجت فيها الألحان بالتصفيق وهم يشاهدون الطفلة وهي تخطو أولى خطواتها على منصة غير معلنة، صنعت لها بداية مختلفة لم تخطر ببال أحد من الحاضرين.

وبحسب ما روته شريهان في وقت سابق، بدأت القصة حين أخذت أم كلثوم ربطة عنق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الحريرية وربطتها حول خصر شريهان، قبل أن تضعها على طاولة الزفاف وتطلب منها أن ترقص دون موسيقى.

موقف أربك الطفلة التي تذكرت نظرات والدتها وأختها الكبرى جيهان وهما تضحكان، بينما انتظرت من شقيقها عمر خورشيد إشارة تطمئنها إن كان بإمكانها الرقص وسط تلك القامات الكبيرة.

شريهان قالت إن القاعة التزمت الصمت إلا من تصفيق متواصل، تحول إلى موسيقى مصحوبة بنظرات الإعجاب من عبد الحليم وعبد الوهاب.

عندما انتهت الرقصة الصغيرة، جلست أم كلثوم الطفلة على ركبتيها وربتت على كتفها وقدمت لها الشوكولاتة كجائزة بريئة، قبل أن تستسلم شريهان للنعاس خوفاً من أن تكتشف كوكب الشرق بقايا الشوكولاتة على فستانها الأبيض في اليوم التالي.

عودة استثنائية واستحضار للذكريات

منذ ذلك الموقف بقيت ذاكرة شريهان متوهجة بتلك اللحظة التي اعتبرتها واحدة من أغرب وأجمل مواقف حياتها. هذه الصور فتحت من جديد باب النوستالجيا لدى جمهورها، خاصة أنها عادت للأضواء بعد غياب دام حوالي 20 عاماً، عندما ظهرت بمسرحية "كوكو شانيل" التي عُرضت عام 2021 على منصة "شاهد VIP".

لم يكن هذا الظهور مجرد عودة فنية عابرة، بل مثّل إعلاناً صريحاً أن شريهان لا تزال حاضرة بروحها الاستعراضية وأرشيفها الثري الذي لم يُغلق يوماً. ولعل الصور النادرة أمام أم كلثوم أعادت تأكيد مكانتها كإحدى أيقونات الفن الاستعراضي، التي حملت على كتفيها عبء الفوازير لعقود وأدخلت البهجة إلى كل بيت عربي.

أما آخر ظهور علني لشريهان كان أثناء حضورها عرضاً مسرحياً بعنوان "يمين في أول شمال" على خشبة مسرح السلام في القاهرة، حيث حرصت على دعم أبطال العرض وصناع العمل بتحية خاصة فاجأت بها الجميع.

كان حضورها في القاعة بمثابة عودة خاطفة إلى كواليس المسرح الذي طالما شهد رقصاتها وأعمالها الأيقونية.