نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الأنباء": أسئلة لبنانية تنتظر من أميركا ردًا إسرائيليًا بشأن وقف الحرب وباراك يضع لبنان أمام لحظة الحقيقة - بوابة اخر ساعة, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 03:18 صباحاً
لفتت صحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أنّ "الداخل اللبناني انشغل بتقصي نتائج زيارة الموفد الأميركي توماس براك إلى بيروت، التي أمضى فيها يوما ثانيا، التقى فيه عددا من الشخصيات السياسية في مقر السفارة الأميركية بعوكر، وهو قصد اليزرة، حيث التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل ترافقه السفيرة ليزا جونسون".
وأشارت إلى أنّ "زيارة براك تركت انطباعات إيجابية حرص على إشاعتها بنفسه، في تصريحه الرسمي من القصر الجمهوري ببعبدا. وبدا أن لبنان الرسمي احتوى أي تداعيات سلبية كان يمكن ان تحصل، بالتركيز على التزام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع إسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024 بشكل كامل، والمضي في تنفيذه، لجهة الانتهاء من إزالة السلاح غير الشرعي وكل المظاهر المسلحة جنوب الليطاني، ومنع أي عمل عدائي من الجانب اللبناني تجاه الجانب الإسرائيلي، وصولا إلى التأكيد على المضي في تنفيذ بقية بنود القرار 1701؛ لجهة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية".
وذكرت أنّ "في المقابل، سأل الجانب اللبناني عن مصير الاتفاق تحديدا من قبل الجانب الإسرائيلي، ووجه السؤال إلى إحدى الدولتين الراعيتين للاتفاق، الولايات المتحدة الأميركية، وينتظر الجواب الذي قال براك انه سيتم إعطاؤه عبر السفارة الأميركية في بيروت لاحقا"، مركّزةً على أنّ "في ضوء الجواب، يتحدد مسار الأمور، لجهة المضي في الإيجابيات، أو استمرار السلبية الإسرائيلية بمواصلة إسرائيل حربها المفتوحة وفق إيقاع خاص بها، تارة مرتفع بضربات جوية مكثفة في كافة المناطق اللبنانية، وخصوصا في الجنوب والبقاع وتخوم العاصمة بيروت، وطورا بعمليات اغتيال يومية، أسفرت بحسب مقربين من "حزب الله" عن سقوط أكثر من 200 قتيل في صفوف الأخير؛ بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار".
وكشفت معلومات خاصّة بـ"الأنباء" من مقربين من مرجع لبناني رسمي كبير، أنّ "حزب الله أبلغ إلى كل من رئيسَي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري، أنه يتعذر القبول بتسليم السلاح في ظروف كهذه، خصوصا في ظل استمرار إسرائيل في حربها المفتوحة"، مبيّنةً أنّ "للغاية، سأل بري عن وجود اتفاق جديد لم يتبلغ به لبنان من عدمه".
وأوضح المقربون من المرجع الرسمي، "أنّنا شعرنا بأننا أمام أمر واقع، مفاده ان الجانب الإسرائيلي مستمر في حربه، بعيدا من أي ضوابط، وللغاية مارسنا حقنا في طرح أسئلة، مع الأمل في الحصول على جواب يختلف عن الطريقة الإسرائيلية المعتادة بالاستمرار في الحرب، من قصف جوي وأعمال قتل وتكريس الاحتلال على الأرض ومنع أهل القرى والبلدات الحدودية من العودة والاستمرار في احتجاز الأسرى".
من جهته، أفاد مصدر آخر مقرب من مرجع رسمي شارك في اللقاء مع براك، لـ"الأنباء"، بأنّ "تأكيد لبنان الالتزام بالتعهدات المعلَنة لجهة بسط سلطة الدولة وبحث الإصلاح والسلاح، شكل قبولا من الجانب الأميركي، خصوصا أنه لم يكن بعيدا من الاطلاع على مسار عمل اللجنة الخاصة التي وضعت هذا الرد بتكليف من الرؤساء الثلاثة".
وأشار إلى أنّ "النقاش الذي سيأخذ شكل مفاوضات مكوكية، سيكون حول الآليات وكيفية تجاوز العقبات، وترسيخ المبادئ التي تشكل المعبر الوحيد لخروج لبنان من أزمته، وتستند إلى الثوابت اللبنانية التي تحظى بدعم دولي انطلاقا من اتفاق الطائف عام 1989، الذي أصبح دستورا للبنان، وكل ما أعقب ذلك من اتفاقات؛ وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 1701 محور البحث".
وأكّد المصدر أنّ "الخطوة الأولى نحو الحل تكون بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية ووقف الحرب، بعدما التزمت الدولة اللبنانية بتحقيق كل ما هو مطلوب منها منذ اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، بتسلم الجيش اللبناني منطقة جنوب الليطاني وتدمير السلاح والبنى التحتية العسكرية".
وشدّد على أنّ "استمرار الاحتلال الإسرائيلي للمواقع الحدودية حال دون الانتشار الكامل للجيش حتى الحدود الدولية، في وقت لم تلتزم إسرائيل بأي من بنود الاتفاق من الانسحاب الكامل، على الرغم من تمديده بعد الاتفاق، إلى استمرار العدوان بالغارات اليومية والتحليق من الجنوب وصولا إلى العاصمة بيروت على مدار الساعة".
كما رأى أن "مفتاح الحل يكون ببداية الانسحاب الإسرائيلي حتى الحدود الدولية"، لافتًا إلى أنّ "المسؤولين في لبنان يراهنون على المحادثات الأميركية- الإسرائيلية في واشنطن. فعلى الرغم من ان الهدف الأساسي هو إيجاد اتفاق للوضع في غزة، فإن الملف اللبناني وغيره من الملفات الإقليمية في المنطقة مطروحة للنقاش، وانه يمكن ان يتم حصول دفع باتجاه الانسحاب الإسرائيلي، أو تأمين تعهد بحصوله ضمن فترة زمنية محددة، فيمكن عندها البدء بخطوات مقابلة من الجانب اللبناني نحو سحب السلاح الذي يحتاج إلى اجراءات وآليات غير عادية".
وكشف المصدر عن أن "الموفد الأميركي رمى الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية، لجهة تحميلها المسؤولية عن القيام بمهامها سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وهو صارح من التقاهم بأن هذا الأمر هو أولا وأخيرا يصب في مصلحة لبنان وشعبه، قبل ان يكون مطلبا دوليا. وقال إن عدم قيام الدولة بمسؤولياتها، يعرّضها إلى مزيد من الفوضى واللاستقرار داخليا. وفي حال رفض لبنان مساعدة نفسه، سيكون التدخل الدولي لمنع حصول اي ضرر يسببه الوضع اللبناني لترتيبات الوضع الإقليمي ومسار الاستقرار في المنطقة".
براك من بيروت يضع لبنان أمام لحظة الحقيقة
في سياق متصل، اعتبرت "الأنباء" أنّ "تصريحات الموفد الأميركي توماس براك من قصر بعبدا جاءت كرسالة مزدوجة: واحدة بلغة الدعم، والثانية بلغة الإنذار. فبعد لقاء وصفه بـ"المثير جدا والمرضي للغاية" مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، خرج براك ليطلق ما بدا أقرب إلى إعلان سياسي بشأن مستقبل لبنان وموقعه في التغييرات الإقليمية المتسارعة، مؤكدا أن "الفرصة أمامكم... لكنها لن تنتظركم طويلا".
وذكرت أنّ "الزيارة حملت في ظاهرها متابعة للأفكار اللبنانية المقدمة سابقا حول "حل شامل"، وكشفت في باطنها عن لحظة اختبار دقيقة لمواقف لبنان الرسمية من الملفات الكبرى، وفي مقدمها مستقبل سلاح "حزب الله"، العلاقة مع إسرائيل، ملف الحدود، والدور اللبناني الإقليمي"، مبيّنةً أنّ "براك لم يقدم مبادرة جاهزة أو طرحا أميركيا متكاملا، بل جاء ليختبر "جدية" اللبنانيين واستعدادهم للتقدم نحو مرحلة جديدة".
وركّزت الصحيفة على أنّ "بلغة صريحة وهادئة، أسقط براك فكرة "الحل الخارجي المفروض"، مؤكدا أنه لا نية لدى بلاده لتغيير النظام في لبنان، أو فرض أجندة أميركية تتجاوز الواقع اللبناني المركب. لكنه في المقابل، طالب السياسيين اللبنانيين بتحمل المسؤولية الكاملة، معتبرا أن الأزمة تكمن في غياب القرار المحلي، لا في غياب الرعاية الدولية. ومن هنا، رسم معادلة بسيطة: "نحن إلى جانبكم إن قررتم التغيير، لكن إن بقيتم مكانكم، فالعالم لن ينتظركم".
ولفت مصدر سياسي رفيع لـ"الأنباء"، إلى أنّ "براك حدد جوهر المعضلة بوضوح: السلاح خارج الدولة. فعلى رغم اعترافه بحزب الله كحزب سياسي فاعل، إلا أن ازدواجية القرار الأمني والعسكري، وفق نظره، تمنع بناء الدولة وتعوق أي خطة إصلاح أو إنقاذ اقتصادي حقيقي، لكنه، على عكس اللهجة التصعيدية التقليدية، لم يدرج الحزب كعدو، بل دعا الدولة اللبنانية إلى أن تكون هي الطرف الذي يحسم هذه المسألة داخليا؛ من دون أي تدخل مباشر من الولايات المتحدة".
ورأى أنّ أبرز ما حملته زيارة براك "كان الإشارة إلى حراك إقليمي واسع يتجاوز لبنان: حوار سوري- إسرائيلي قيد التبلور، وسرعة تحول غير مسبوقة في المشهد المحيط، تستوجب من لبنان تحديد موقعه. فالهندسة الجديدة للمنطقة، كما أسماها، لا تنتظر المترددين، ومن لا يسهم في صياغتها سيكون مجرد متفرج على نتائجها".
وأوضح المصدر أن "بااك، في مزيج من الواقعية والرمزية، عاد إلى اتفاق الطائف، قرأه بندا بندا، واستخلص منه أن المشكلة لم تكن يوما في النصوص، بل في غياب التطبيق وضعف الثقة. وهذا ما يريد إعادة تصحيحه، مستفيدا من تلاقي موقف الإدارة الأميركية مع الكونغرس، في لحظة إنها نادرة في السياسة الأميركية".
0 تعليق