نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الاحترار المناخي فاقم موجة القيظ الأخيرة في أوروبا بنحو أربع درجات مئوية - بوابة اخر ساعة, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 10:37 صباحاً
كشفت دراسة علمية نُشرت يوم الأربعاء أن التغير المناخي الناتج عن الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية جعل موجة القيظ الأخيرة في غرب أوروبا أكثر حدة، مضيفة ما يصل إلى أربع درجات مئوية إضافية في درجات الحرارة بعدد من المدن، الأمر الذي عرّض آلاف الأشخاص لخطر الإجهاد الحراري الشديد.
وسجلت درجات الحرارة خلال الفترة الممتدة من أواخر حزيران/يونيو حتى مطلع تموز/يوليو، مستويات تجاوزت الأربعين درجة مئوية في عدة دول أوروبية، في موجة حر استثنائية ومبكرة استدعت تحذيرات صحية واسعة النطاق.
وقال الباحث بن كلارك، من “إمبريال كوليدج لندن”، التي قادت الدراسة بالشراكة مع “كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة”، إن الاحترار المناخي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال موجة الحر الأخيرة بمعدل تراوح بين درجتين وأربع درجات مئوية في معظم المدن التي شملتها الدراسة.
وأظهرت الدراسة السريعة أن هذه الموجة تسببت في عدد أكبر من الوفيات المرتبطة بالحرارة مقارنة بما كان سيحدث لولا تأثير التغير المناخي. وقد أعد الدراسة أكثر من عشرة باحثين ينتمون إلى خمس مؤسسات أوروبية، في انتظار صدور الحصيلة الرسمية خلال الأسابيع المقبلة.
ولقياس أثر التغير المناخي، قام الباحثون بمحاكاة درجات الحرارة في سيناريو افتراضي لم يشهد استهلاكاً كثيفاً للفحم والنفط والغاز، بالاستناد إلى بيانات الأرصاد الجوية المتاحة.
وتوصل الباحثون إلى أن درجات الحرارة خلال الموجة الحارة الأخيرة كانت لتكون أقل بمقدار درجتين إلى أربع درجات مئوية، لولا الاحترار المناخي، وذلك في 11 من أصل 12 مدينة خضعت للتحليل.
وقد رفعت هذه الدرجات الإضافية مستوى المخاطر الصحية بشكل كبير على سكان تلك المدن، والبالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، ومن بينها باريس ولندن ومدريد.
وأكد كلارك في حديثه للصحافيين: “هذا الأمر يعرض فئات معينة لخطر أكبر. فبالنسبة للبعض، يُعد الطقس حارًا وجميلاً، لكنّ الوضع يصبح خطيراً على شريحة واسعة من السكان”.
وللمرة الأولى، حاولت الدراسة تقدير عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في 12 مدينة أوروبية، وتحديد النسبة منها التي يمكن عزوها إلى التغير المناخي.
وبالاستناد إلى منهجيات علمية تمت مراجعتها من قِبل خبراء، وإلى دراسات قائمة تربط بين الحرارة الزائدة والوفيات، قدرت الدراسة أن موجة القيظ الأخيرة تسببت بنحو 2300 وفاة مبكرة في الفترة الممتدة بين 23 حزيران/يونيو و2 تموز/يوليو.
ورجّحت النتائج أن نحو 1500 من هذه الوفيات، أي ما يعادل ثلثيها، ما كانت لتحدث لولا الارتفاع الإضافي في درجات الحرارة الناتج عن الاضطرابات المناخية.
وأشار معدو الدراسة، المنتمون إلى مؤسسات بحثية في المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وسويسرا، إلى أن هذه التقديرات أولية وتُمثل لمحة أولية في انتظار الأرقام الرسمية.
وتُعد موجات الحر تهديدًا كبيرًا لفئات هشة من السكان، لاسيما كبار السن والمرضى والأطفال الصغار، إضافة إلى العمال في الهواء الطلق، وكل من يتعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة دون راحة، خصوصًا مع توالي “الليالي الحارة”.
وشهدت مساحات واسعة من جنوب أوروبا ما يعرف بـ”الليالي المدارية”، حيث لم تنخفض درجات الحرارة بشكل كافٍ خلال الليل للسماح لجسم الإنسان باستعادة توازنه الحراري.
وقال غاريفالوس كونستانتينيديس، الباحث في “إمبريال كوليدج لندن”: “بالنسبة لآلاف الأشخاص، يشكل ارتفاع الحرارة بمقدار درجتين إلى أربع درجات الفرق بين الحياة والموت”.
وأضاف: “لذلك، تُعد موجات الحر قاتلًا صامتًا، إذ إن غالبية الوفيات تحدث في المنازل أو المستشفيات، بعيدًا عن الأنظار، ونادرًا ما يتم الإبلاغ عنها بشكل فوري”.
وأشارت السلطات إلى أن إعداد الحصيلة النهائية للضحايا قد يستغرق عدة أسابيع، علمًا أن موجات حر سابقة مماثلة كانت قد أدّت إلى عشرات آلاف الوفيات المبكرة في أوروبا خلال فصول الصيف الماضية.
المصدر: أ.ف.ب.
0 تعليق