نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تعامل عبيد الله بن زياد مع حركة مسلم بن عقيل؟ - بوابة اخر ساعة, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 01:38 مساءً
لقد كانت خلافة يزيد بن معاوية تواجه خطرًا حقيقيًّا، بعد وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة، وإعلان أهلها رفضهم لخلافة يزيد واستعدادهم لنصرة الإمام الحسين ومطالبتهم بقدومه… شعر يزيد بأن الأمور بدأت تخرج عن سيطرته في الكوفة، وأصبح مطالبًا بالتحرك بسرعة للتعامل مع حركة مسلم بن عقيل فيها. فأشار عليه أحد مستشاريه، والذي كان يدعى سرجون، وكان مستشارًا لمعاوية من قبل، بضرورة عزل النعمان بن البشير أمير الكوفة حينها، واستبداله بداهية يجيد التصرّف في هذه المواقف، فوقع الاختيار على عبيد الله بن زياد، والذي كان أمير البصرة حينها.¹
وقد كان ابن زياد، الشريك الأكبر ليزيد بن معاوية في جريمة قتل الإمام الحسين وأصحابه يوم عاشوراء. فما هي الأشياء التي ارتكبها؟؟
١) عندما كان والي البصرة، وقبل أن يجعله يزيد أميرًا على الكوفة خلفًا للنعمان بن البشير، قام ابن زياد بقتل رسول الإمام الحسين إلى أهل البصرة، بعد أن وجد معه كتابًا من الحسين عليه السلام.²
٢) بعد أن سلّم زمام الأمور في البصرة إلى أخيه عثمان، دخل ابن زياد إلى الكوفة متنكّرًا بزيّ الحسين، حتى ظنّ ناس أنه الحسين نفسه، فأخذوا يرحّبون به ويحتفلون بمقدمه، وعندما علموا بأن هذا الرجل هو عبيد الله بن زياد تفرّقوا عنه، وكانت أول خطبة له، بمثابة إعلان لمحاسبة كل من يثبت له تعاونه مع مسلم بن عقيل.³
٣) عندما جاء إلى دار هانئ بن عروة لكي يرى ما حلّ بشريك بن الأعور، كان مسلم بن عقيل قد اتفق مع شريك وهانئ على قتل بن زياد، وجعل شريك بينه وبين مسلم علامة وهي إنشاده ابياتًا من الشعر، يخرج بعدها مسلم من خلف الستارة ويقضي على عبيد الله، ولكن مسلم تراجع في اللحظة الأخيرة، لأنه لم يشأ أن يقتله غيلة أو يتسبّب بمشكلة لهانئ⁴، وقد أحس ابن زياد بأمرٍ ما يحاك له في دار هانئ، فشرع يُفكّر في طريقة للقبض على مسلم.
٤) بعد أن أمضى برهة من الزمن يُفكّر في طريقة توصله إلى مسلم بن عقيل، استنتج ابن زياد بأن الحل يكمن في الشخصيات المقدَّرة وزعماء القبائل الذين هم من أتباع علي وأهل بيته (ع)، فوجد ضالّته عند مسلم بن عوسجة(أحد زعماء بني أسد، المعروف بقربه من الإمام علي) فقام بإرسال رجل يدعى معقل إلى مسلم بن عوسجة، وجرى حديث بين الثنائي، ادّعى فيه معقل بأنه من الرجال الذين يريدون نصرة الإمام الحسين، وطلب من مسلم بن عوسجة أن يجمعه بمسلم بن عقيل، فقام ابن عوسجة باصطحاب معقل إلى دار هانئ بن عروة، والذي كان ابن عقيل مقيمًا فيه خلال فترة تواجده في الكوفة، وهناك أكّد معقل بأنه من أنصار حركة مسلم بن عقيل، ثم أخرج من جيبه ثلاثة آلاف درهم وقدّمها لابن عقيل، كدعم منه لحركته، وذلك من أجل أن يُبدّد كل الشكوك حوله.⁵
٥) بعد عودته إلى قصر الإمارة ليلًا، أطلع معقل عبيد الله بن زياد عما كان من أمر مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة، فقام عبيد الله بإرسال عدد من الجنود إلى منزل هانئ بن عروة، وقاموا باعتقاله واقتياده إلى القصر، ولكنهم لم يجدوا مسلمًا بن عقيل، فشرع ابن زياد يُحقّق معه ويُعذّبه إلى أن أقبلت قبيلته وحاصرت قصر الإمارة…⁶
٦) تمكّن ابن زياد من إنهاء اعتصام المذحجيين الذين كانوا يطالبون بزعيمهم هانئ بن عروة، من خلال اتفاقه معهم على أن يدخل شريح القاضي لتفقّد حالة هانئ، ولمّا دخل شريح، قام ابن زياد بتقديم الرشوة إليه وطلب منه أن يُخبر المذحجيين بأن هانئ بخير، فقام القاضي بذلك وأنهى المذحجيون اعتصامهم.⁷
٧) بعد أن علم مسلم بن عقيل بما حلّ بهانئ بن عروة، قام بمهاجمة قصر الإمارة برفقة الذين بايعوه على نصرة الإمام الحسين، ولكن ابن زياد تخلّص من هذه الورطة، عبر بثّ إشاعة بين الناس بأن جيشًا جرّارًا قادم من الشام للقضاء على مسلم بن عقيل وأنصاره، فتفرّقت الجموع عن مسلم وبقي وحيدًا…⁸
٨) في فجر اليوم التالي، ألقى ابن زياد القبض على مسلم في منزل طوعة، ثم قام بقتله وقتل هانئ بن عروة، وأمر الجنود بجرّ جسديهما في أزقة الكوفة، لكي يبث الرعب في قلوب الناس ويريهم خطورة الاتصال بالحسين بن علي…⁹
٩) قام بأسر بقية الموالين للإمام الحسين عليه السلام، كميثم التمار ¹⁰والمختار بن أبي عبيد¹¹، واضعًا بذلك حدًّا لأي حركة مؤيّدة للإمام الحسين.
١٠) قام باعتقال قيس بن مسهر الصيداوي الذي أرسله الحسين إلى الكوفة لكي يُخبر أهلها بأنه أوشك أن يصل، ثم طلب منه أن يصعد إلى المنبر ويلعن الكذّاب ابن الكذّاب، فصعد قيس إلى المنبر وقال بأنّ الكذّاب هو ابن زياد نفسه، فأجهز عليه حرّاس القصر وقتلوه.¹²
١١) كتب إلى الحر بن يزيد الرياحي بأن يجعجع بالحسين حتى يرغمه على النزول في موضع لا حصن فيه ولا ماء¹³
١٢) أعطى الأمر إلى عمر بن سعد والشمر بقتال الحسين مباشرة إذا ما رفض النزول على طاعته وطاعة يزيد.¹⁴ رافضًا أيًّا من الخصال التي عرضها عليه أبو عبد الله، كالرجوع إلى المدينة أو الذهاب إلى ثغر من ثغور المسلمين¹⁵.
لقد كان ابن زياد داهية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فإن كان يزيد بن معاوية قد عزم على قتل الحسين، فإن ابن زياد قد دبّر المكائد ورسم الخطط وهيّأ عددًا كبيرًا من الظروف التي أدت إلى تلك المأساة العظيمة.
الهوامش:
1) الفتوح لابن أعثم الكوفي- الجزء الخامس -ص 36
2) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص 288
٣)مقتل أبي مخنف ـ ص 29
3) مقتل أبي مخنف ـ ص 33
٥)الكامل في التاريخ -الجزء الثالث -ص 389
٦) الإرشاد للشيخ المفيد -الجزء الثاني -ص 50
٧)اللهوف على قتلى الطفوف-ص 33
٨)الفتوح لابن أعثم الكوفي- الجزء الخامس -ص 49
٩) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص 307
١٠) بحار الأنوار -الجزء 45- ص353
١١) مقتل أبو مخنف ـ ص 270
١٢)اللهوف على قتلى الطفوف-ص 47
١٣) الفتوح لابن أعثم الكوفي-الجزء الخامس -ص 77
١٤) مقتل أبو مخنف ـ ص 101
١٥) مقتل الخوارزمي ـ الجزء الاول ـ ص ٣٤٣
المصدر: موقع المنار
0 تعليق