قرر فريق ريد بُل، المتوج بلقب السائقين خلال المواسم الأربعة الماضية من بطولة العالم للفورمولا 1، الأربعاء، إقالة مديره البريطاني كريستيان هورنر، في خطوة أنهت علاقة تاريخية بين الطرفين، دامت 20 عامًّا، مستعينًّا بالفرنسي لوران ميكيس من «رايسينج بولز»، لتولي المنصب.
وقال أوليفر مينتسلاف، المدير الإداري للفريق: «نود أن نشكر كريستيان هورنر لعمله الاستثنائي على مدار الأعوام العشرين الماضية، بفضل التزامه من دون كلل، وخبرته، ومهاراته وتفكيره المبتكر، أسهم بشكل كبير في ترسيخ مكانة ريد بُل رايسينج أحد أنجح الفرق وأكثرها جاذبية في الفورمولا 1».
وأضاف مينتسلاف: «شكرًّا لك كريستيان على كل شيء، وستظل دائمًّا جزءًّا مهمًا من تاريخ فريقنا». حيث أصدر بيانًّا جاء فيه: «أعفى ريد بُل كريستيان هورنر من مهماته التشغيلية بدءًا من الأربعاء 9 يوليو 2025، وعُين لوران ميكيس مديرًّا تنفيذيًّا لريد بُل رايسينج».
واستلم هورنر، صاحب الـ51 عامًّا، منصبه في ريد بُل، يناير 2005، حين اشترى عملاق مشروب الطاقة ريد بُل فريق جاقوار.
وبات البريطاني حينها عن 31 عامًّا، أصغر مدير فريق في الفورمولا 1، بالتزامن مع دخول ريد بُل معترك الجوائز الكبرى، ليحقق نجاحات عدة بكل المقاييس، بقيادته الحظيرة النمساوية إلى الفوز ببطولة السائقين ثماني مرات أعوام 2010 و2011 و2012 و2013، مع الألماني سيباستيال فيتل، والأعوام الأربعة الماضية مع الهولندي ماكس فيرستابن، سائقه الحالي. كما قاد هورنر الحظيرة النمساوية للقب بطولة الصانعين ست مرات أعوام 2010 و2011 و2012 و2013 و2022 و2023، لكن الوضع صعب هذا الموسم، إذ يحتل الفريق حاليًّا المركز الرابع مع وصول موسم 2025 إلى منتصفه، وفيرستابن المركز الثالث في بطولة السائقين، بفارق كبير خلف ثنائي ماكلارين الأسترالي أوسكار بياستري والبريطاني لاندو نوريس تواليًّا.
وبعد تعيينه خلفًّا لهورنر، قال ميكيس: «كانت مغامرة رائعة أن أسهم في تأسيس رايسينج بولز مع جميع موظفينا الموهوبين، روح الفريق بأكملها مذهلة، وأعتقد اعتقادًّا راسخًّا أن هذه مجرد البداية».
ويأتي رحيل هورنر بعدما خسر ريد بُل أيضًّا شخصيات رئيسة في الآونة الأخيرة، بينهم المصمم أدريان نيوي، المنتقل إلى أستون مارتن، وجوناثان ويتلي، المدير الرياضي، الذي رحل إلى ساوبر.
وحتى أن مستقبل فيرستابن نفسه بات محل شك، في ظل تحديث التقارير عن اهتمام مرسيدس بضمه على الرغم من أن عقده يمتد حتى 2028، خاصة مع وجود بنود تسمح له بالرحيل قبل الوصول إلى نهاية العقد، التي يمكن تفعيلها بدءًا من نهاية يوليو الجاري.
وبذلك، خاض هورنر آخر سباق له مديرًا لريد بُل، الأحد الماضي، في جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة «سيلفرستون»، حيث انطلق فيرستابن من المركز الأول، لكنه أنهى السباق في المركز الخامس، بعد انزلاق سيارته، بسبب المطر.
ويتخلف الهولندي بفارق 69 نقطة عن المتصدر بياستري مع وصول الموسم إلى منتصفه، فيما يتخلف ريد بُل في بطولة الصانعين عن ماكلارين المتصدر بفارق 288 نقطة.
تعود جذور علاقة هورنر والشركة النمساوية ريد بُل إلى الفترة التي قضاها في بطولة سباقات فورمولا 3000، وإلى الملياردير ديتريش ماتيشيتس، الأب الروحي لريد بُل، الذي توفي في عام 2022.
أقدم ماتيشيتس على شراء فريق جاقوار للفورمولا 1 عام 2004، ورأى ما يكفي في الشاب هورنر لتعيينه في منصب مدير الفريق الجديد باسم ريد بُل، الذي خطى خطواته الأولى على الحلبات في عام 2005.
ومن بين القرارات الكثيرة، التي اتخذها هورنر، ضمّ نيوي، المصنف واحدًا من أكثر المهندسين والمصمّمين موهبة في جيله أو حتى في تاريخ الفئة الأولى.
صمّم نيوي، الذي انضم إلى ريد بُل عام 2006، السيارات التي فازت بجميع الألقاب، إن كان عند السائقين أو الصانعين.
ويُعدّ طراز «آر بي 19»، الذي صمّمه نيوي، وهيمن على البطولة في 2023 العام الماضي، الأكثر نجاحًّا في تاريخ الفورمولا 1، من ناحية الأرقام، إذ فاز بـ 21 جائزة كبرى من أصل 22.