في تطور يعكس عمق الأثر الذي باتت تصنعه المملكة في ميادين الطب المتقدم، أعلنت مستشفى "بايلور" الطبية في مدينة هيوستن الأمريكية عن إجرائها أول عملية زراعة قلب روبوتية بالكامل في الولايات المتحدة، مستندة بشكل مباشر إلى السبق الطبي الذي حقّقه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض قبل أشهر، حين نجح فريق جراحي سعودي بقيادة البروفيسور فراس خليل في تنفيذ أول عملية من نوعها عالميًا لشاب يبلغ من العمر 16 عامًا، مطوّرًا التقنية ذاتها التي أصبحت اليوم مرجعًا طبيًا عالميًا.

واتبع الجراحون الأمريكيون المفهوم الجراحي نفسه الذي ابتكره التخصصي، حيث تُجرى عملية الزراعة عبر فتحات دقيقة دون الحاجة إلى شق عظمة القفص الصدري، ما يقلّل من خطر العدوى ويسرّع وتيرة التعافي، خصوصًا لمرضى زراعة القلب الخاضعين لأدوية مثبطة للمناعة. ويُنظر إلى هذا التقدم بوصفه ثمرة لتراكم معرفي وتقني في مجال الجراحات الروبوتية المعقّدة، والذي رسّخ "التخصصي" مكانته فيه كأحد أبرز المراكز الطبية على مستوى العالم.

وقد نال هذا الإنجاز السعودي تقديرًا واسعًا، تُوّج بتكريم البروفيسور فراس خليل وإدارة مستشفى الملك فيصل التخصصي من قِبل سمو ولي العهد، إلى جانب حصول التقنية على براءة اختراع رسمية، تأكيدًا على أن المملكة لا تكتفي بصناعة التقدم، بل توثّقه وتحميه وتدعمه ليستمر أثره علميًا وعالميًا.

ولا يُنظر إلى هذا التحوّل في مسار زراعة القلب على أنه تطور تقني فحسب، بل باعتباره شهادة عالمية على أن المدرسة الجراحية السعودية باتت تنتج مفاهيم جديدة في العلاج، تتبناها كبرى المؤسسات الطبية في العالم، لتتحوّل إلى ممارسات سريرية تنعكس على صحة الإنسان في كل مكان.

وقد حظي هذا الحدث بتغطية واسعة في وسائل الإعلام العالمية، حيث تناقلت كبرى المحطات الإخبارية ووكالات الأنباء تفاصيل الإنجاز السعودي، بوصفه تحولًا نوعيًا في مستقبل جراحات القلب، ما يعكس حجم الاهتمام الدولي بما تحققه المملكة من إنجازات في الطب المتقدم، ويؤكد أن ما يُبتكر في الرياض اليوم، يُتابعه العالم كعنوان للسبق، والثقة، والتميز.