الزنداني يعيد تشكيل الدبلوماسية اليمنية بعقلية الأكاديمي وبمشرط الجراح - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الزنداني يعيد تشكيل الدبلوماسية اليمنية بعقلية الأكاديمي وبمشرط الجراح - بوابة اخر ساعة, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 03:51 مساءً

في لحظة فارقة من عمر الدولة اليمنية، عاد الدكتور شائع محسن الزنداني إلى الواجهة من بوابة وزارة الخارجية، حاملاً إرثًا دبلوماسيًا يمتد لأكثر من خمسة عقود. ليس مجرد دبلوماسي مخضرم، بل رجل دولة تتقاطع في شخصه الوطنية العميقة مع الحكمة والصرامة الأكاديمية. عرف اليمنيون الزنداني منذ بداياته في العمل الخارجي كأحد أكثر الوجوه إخلاصًا للقضية الوطنية، لم يتلوّن، ولم يتبدل، وبقي على مدى خمسين عامًا ملتزمًا بخط الدولة، مدافعًا عن سيادتها وكرامتها في كل المحافل، وسط تغيّرات وتحولات سياسية عاصفة. تاريخه الوطني الناصع جعله محل ثقة الجميع، وهو ما لا يُشترى ولا يُصطنع.

سجل الزنداني حافل بمحطات مهمة في السلك الدبلوماسي، شغل خلالها مناصب بارزة في عدة سفارات ومؤسسات دولية، وكان دائمًا صوتًا حاضرًا ومسموعًا يمثل اليمن بندّية وكفاءة. امتدت علاقاته على مدى عقود، لم تبهت، بل ازدادت رسوخًا مع الزمن، حيث بنى شبكة واسعة من الاتصالات مع دبلوماسيين عرب وأجانب، وأصبح اسمه مرتبطًا بالثقة والرصانة والاحتراف. واليوم، حين تتحدث الخارجية اليمنية، تعود الهيبة مجددًا لأن خلفها شخصية تعرف كيف تُدار المعارك السياسية بلغة الدبلوماسية، لا العواطف.

إلى جانب تاريخه الطويل، يمتلك الدكتور الزنداني خلفية أكاديمية نادرة بين أقرانه، فقد درّس العلاقات الدولية وأشرف على أبحاث وتحليلات معمّقة، وجمع بين الفكر والممارسة، بين الرؤية العلمية والواقعية الدبلوماسية. هذه العقلية الأكاديمية منحته قدرة استثنائية على قراءة التوازنات الدولية، وفهم معادلات النفوذ والتحالف، فكان صوته مقنعًا في الأروقة، وطرحه محترمًا حتى لدى خصوم اليمن.

عودة الزنداني لقيادة وزارة الخارجية لم تكن مجرد تعيين، بل كانت ضرورة ملحّة فرضتها تعقيدات المرحلة وحالة التدهور والانقسام التي عصفت بجسد الدبلوماسية اليمنية. كل الطرق قادت إليه، من مختلف المكونات، بحثًا عن منقذ يملك مشرط الجراح، لا لمداواة السطح، بل لإجراء جراحة شاملة تُصلح ما أفسدته سنوات من العشوائية والتسيّب. ومنذ تسلمه مهامه، بدأ العمل بهدوء وصرامة، أعاد ترتيب البيت الدبلوماسي، وأوقف نزيف الاختلالات، وبدأت نتائج تحركاته تنعكس على صورة اليمن خارجيًا، من خلال تعزيز الحضور السياسي وتفعيل العلاقات الدولية على أسس مؤسسية ووطنية.

الدكتور شائع الزنداني اليوم لا يعيد فقط بناء مؤسسة دبلوماسية، بل يُرمم جسور الثقة بين اليمن والعالم، ويُعيد تعريف الخارجية بوصفها ذراعًا سيادية للدولة، لا أداة لصراع النفوذ. ومع كل تحدٍ يواجهه، يثبت أن الشخصية الوطنية العاقلة، حين تتسلح بالخبرة والفكر، تملك القدرة على إحداث الفرق، حتى في أحلك الظروف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق