المقاومة وشعبها.. هيهات منا الذلة - بوابة اخر ساعة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المقاومة وشعبها.. هيهات منا الذلة - بوابة اخر ساعة, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 09:11 مساءً

يطلّ علينا بين الحين والآخر بعض العاملين في السياسة والإعلام في لبنان، ليطرحوا مقاربات تدعو إلى الرضوخ للمقترحات الأميركية تحت عنوان “خلاص لبنان”، وذلك عبر تسليم أحد أبرز عناصر قوته، أي سلاح المقاومة. هؤلاء يريدون منّا أن نُصدّق أن الأميركيين، والغربيين، وعددًا من الأدوات الإقليمية، يسعون فعلًا إلى مصلحة لبنان وشعبه.

لكن، هل الأميركي في هذه المنطقة يبحث عن غير مصالحه وأمن كيان العدو الإسرائيلي؟ هل يظن أحد أن ما يطلبه الأميركيون والغربيون وبعض الموفدين يصبّ في مصلحة لبنان؟ أليست الولايات المتحدة هي الراعية الأساسية للكيان الغاصب؟ أليس الغرب هو من صنع هذا الكيان وزرعه في قلب منطقتنا؟ وهل يشكّ عاقل في أن كل ما يُمارَس من “مناورات خداعية” هدفه مصلحة “إسرائيل” وأمنها، ونزع كل سلاح يشكل خطرًا عليها؟ وهل من الحكمة أن يسلّم المرء سلاحه لعدوّه؟

بعض هذا الفريق يريدنا أن نُصدّق أن من يقتلنا يوميًا في الجنوب والبقاع، ويعتدي على سيادة لبنان برًا وبحرًا وجوًّا، سيكفّ يده الغادرة عنا وسيغدو “حملًا وديعًا” بعد تسليم سلاح المقاومة! هل سمع هؤلاء بقصة الذئب الذي يناور لخداع فريسته؟ هل يعتقد أحد أنه من الممكن بهذه “البساطة” خداع شعب بأكمله؟ وهل يمكن تصوّر أن تُقبل سرديّات مضلّلة بهذا القدر من الانكشاف والابتذال؟

فشعب المقاومة، الحيّ والحاضر، الذي رأيناه مؤخرًا يتفاعل بزخم مع إحياء ليالي وأيام عاشوراء، هل يُعقل أن يقع في فخّ الاستسلام والذلّ، وهو الذي لطالما ردد مع قيادته: “هيهات منّا الذلّة”؟

إنه الشعب الذي عاش هذا الشعار واقعًا لا قولًا لعشرات السنوات، منذ انطلاقة المقاومة مع الإمام المغيّب السيد موسى الصدر، مرورًا بالاجتياح الإسرائيلي عام 1982، واستشهاد القادة الأوائل وعلى رأسهم شيخ شهداء المقاومة الشيخ راغب حرب عام 1984، وسيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي عام 1992، وصولًا إلى تحرير الجنوب في العام 2000، والانتصار الإلهي في تموز 2006، وصولًا إلى مواجهة العدوان الأشرس عام 2024، الذي شنّه العدو الصهيوني بمساعدة وموافقة أميركية، وسقط فيه سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، وعشرات القادة ومئات الشهداء من أبناء بيئة المقاومة.

فهل بعد كل هذه التضحيات، يمكن لأحد أن يتصوّر أن تأتي المقاومة وشعبها لتتخلى عن قوتها لصالح عدوّ متربّص فشل عسكريًا في تحقيق أهدافه في الحرب الأخيرة، أو في “تسييل” جرائمه وعدوانه سياسيًا داخل الساحة اللبنانية؟ وهل يُعقل السماح للعدو بتحقيق ما عجز عنه في الميدان عبر بعض الأبواق السياسية والإعلامية والضغوط الأميركية؟

وفي هذا السياق، قالت مصادر إعلامية متابعة إن “هذا الضغط السياسي والإعلامي الكبير باتجاه سلاح المقاومة والمطالبة بتسليمه، يشير بوضوح إلى فشل العدوان على لبنان”، وتساءلت: “لماذا كل هذا التهويل والضغط طالما أن حزب الله قد انتهى أو انهزم في الحرب الأخيرة؟ ولو أن المقاومة قد انتهت فعلًا، فلماذا لا يزالون يطالبون بتسليم سلاحها؟”

وأكدت المصادر أن “المقاومة طالما أكدت أنها لا تريد الحرب، بل تسعى لتجنيب لبنان وشعبه أي ضرر. لكن، إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستكون حاضرة للدفاع والمواجهة وصدّ العدوان مهما بلغت التضحيات”، وأضافت: “هكذا كانت المقاومة منذ أيام السيد نصر الله، وهي اليوم لا تزال على الدرب نفسه”.

وفي هذا الإطار، لا بد من التذكير بما قاله الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمته خلال المجلس العاشورائي مساء 28 حزيران/يونيو 2025، حيث شدد على أن “نحن قادرون على مواجهة العدو الإسرائيلي عندما لا يكون لدينا إلا خيار المواجهة، وسنربح لأننا نقوم بواجبنا ونتوكل على الله”. وأضاف: “الله يعلم متى يكون النصر وتوقيته، لكننا دائمًا فائزون، إما بالنصر أو بالشهادة. نحن أبناء الإمام الحسين (ع)، وسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وأبناء المعادلة الذهبية: بين السلة والذلة.. هيهات منا الذلة”.

بهذا الخطاب الواضح، وبالحضور الشعبي الذي لا لبس فيه، تؤكد المقاومة وشعبها أن خيار الدفاع لا رجعة عنه، وأن محاولات تسويق الانهيار أو الاستسلام لن تنال من إرادة شعب بات يدرك جيدًا معنى أن يعيش حرًا، أو يستشهد كريمًا.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق