كتبت هبة السيد

في إطار خطة الدولة للحفاظ على الأصول العقارية والمباني التراثية واستثمارها بما يخدم أهداف التحول الرقمى وتطوير الخدمات، قامت الهيئة القومية للبريد بتطوير مجموعة من مكاتب البريد التاريخية، التى يزيد عمر بعضها على مئة عام، مع الحفاظ على طابعها المعمارى الأصيل وتزويدها بأحدث الأنظمة التكنولوجية.

وشمل التطوير عددًا من المكاتب ذات الرمزية التاريخية والمعمارية، من بينها: مكتب بريد القاهرة الرئيسى بالعتبة، وثلاثة مكاتب بريد بمحافظة أسوان، ومكتب بريد محطة الملك فؤاد بمحافظة كفر الشيخ، ومكتب بريد أسيوط معاشات، بالإضافة إلى مكتب بريد مغاغة الرئيسى بمحافظة المنيا، وقد راعت عمليات التطوير الحفاظ على الهوية البصرية والإنشائية لهذه المكاتب، مع دمج تجهيزات تقنية تواكب متطلبات العصر.

ويأتي هذا التوجه كجزء من رؤية متكاملة لرفع كفاءة البنية التحتية للبريد المصري، ليس فقط على مستوى الخدمات المقدمة، بل أيضًا من خلال استثمار إرثه التاريخي في خلق تجربة متكاملة تليق بالمستخدم المصري، وتعزز من الصورة الذهنية للمؤسسات الخدمية الوطنية.

وفي السياق نفسه، وفي إطار الجهود المبذولة لصيانة التراث المؤسسي وتقديمه بشكل حديث وتفاعلي، تم افتتاح متحف البريد المصري بعد تطويره وتجديده، في حدث رسمي في يوليو 2022، وقد شمل التطوير إعادة تصميم المتحف وتوسعة قاعاته وزيادة معروضاته، إلى جانب إدخال تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، وأكواد الاستجابة السريعة، بما يواكب المعايير العالمية في العرض المتحفي ويجعل تجربة الزيارة أكثر تفاعلية وتعليمًا.

وتعكس هذه الجهود رؤية الدولة نحو دمج التراث بالتكنولوجيا، وتقديم خدمات حكومية عصرية تنطلق من أساس راسخ في التاريخ، وتستشرف مستقبلًا أكثر كفاءة وشمولًا في تقديم الخدمات للمواطنين.